بيان بخصوص اليوم الوطني للابادة الجماعية 16 ايار : A declaration about the National Day of Mass Graves 16 May

صورة فريدة خلف، رئيسة منظمة فريدة العالمية تقف في المقبرة الجماعية التي تضم رفات شهداء قرية كوجو في سنجار ومن بينها رفات والد وشيق فريدة

في اليوم الوطني للمقابر الجماعية، دعونا نتذكر معا ونكرم الأرواح البريئة التي فقدت بسبب العنف والإرهاب. إن هذا اليوم يعد تذكيرا رسميا بماضي أهلنا الأليم والرحلة المستمرة نحو العدالة والمصالحة. نحن نكرم ذكرى الضحايا، وندعم أسرهم، ونتعهد بمواصلة جهودنا لكشف الحقيقة، وتحقيق العدالة، وبناء مستقبل لا يمكن أن تتكرر فيه مثل هذه الفظائع.

من المعلوم أن مجلس الوزراء العراقي قام في عام 2007 بتخصيص يوم 16 أيار ليصبح اليوم الوطني للمقابر الجماعية، وذلك لتسليط الأضواء على مصير الأفراد الذين تم قتلهم واختفوا نتيجة عقود من الصراع وانتهاكات حقوق الإنسان وتم دفنهم في المقابر الجماعية. تقدر السلطات العراقية أن حوالي 250,000 إلى مليون شخص هم في عداد المفقودين في البلد.

بحسب تقارير الأمم المتحدة، تم اكتشاف ما يزيد عن 200 مقبرة جماعية ناتجة عن جرائم داعش الإرهابية منذ 2014 فقط، ناهيك عن المئات من المقابر الجماعية التي تعود إلى فترة ما قبل سيطرة داعش. هذه المقابر تحتوي على رفات الآلاف من المدنيين الذين تم قتلهم من قبل عصابات داعش الإجرامية. أولى المقابر الجماعية تم اكتشافها عند وصول القوات الأمنية إلى مناطق سنجار في عام 2015. وتم انتشال الرفات من بعض هذه المقابر الجماعية بطرق لا تتماشى مع المعايير الدولية ولا بحسب القانون العراقي لشؤون المقابر الجماعية رقم 5 لسنة 2006. وإلى يومنا هذا، وبعد مرور عشر سنوات، لا يزال أهالي الضحايا يطالبون بحقوق شهدائهم، آملين الحصول عليها بأسرع وقت ممكن وفق القوانين المعمول بها

تم اكتشاف أكثر من 92 مقبرة جماعية في منطقة سنجار وحدها، والتي على الأرجح تحتوي على رفات الأيزيديين الذين تم قتلهم على يد عصابات داعش الإرهابية منذ الأيام الأولى لسيطرتهم على سنجار في 2014. وهذا ناهيك عن العشرات من المقابر الفردية الأخرى التي تم اكتشافها من قبل الأهالي، وكان آخرها في هذا الشهر، أيار 2024.

تقول خنسة، امرأة أيزيدية من سنجار ومن أهالي الضحايا والمفقودين من حملة الإبادة الجماعية الأيزيدية:   

“أتمنى أن أعرف شيئا عن أطفالي وزوجي، حتى وإن كانوا مقتولين أود أن أدفنهم بشكل يليق بهم وأستطيع زيارة قبورهم في المناسبات. لقد جفت دموعي وهلكت روحي في انتظار أن أعرف شيئا عن زوجي وأطفالي.”

صورة فتاة ايزيدية تقف بجانب قبر شقيقها في المقبرة الجماعية في قرية كوجو اثناء مراسيم احياء الذكرى التاسعة للابادة الجماعية التي حلت على اهالي القرية في 2014

بحسب المعلومات، هناك ما يقارب 700 رفات تم انتشالهم من المقابر التي تم فتحها وعددها حوالي 55 مقبرة في سنجار وحدها، وكان آخرها قد بدأ العمل على فتحها في هذا الشهر، أيار 2024، من قبل الفريق الوطني للمقابر الجماعية المتكون من المديرية العامة لحماية وشؤون المقابر الجماعية التابعة لمؤسسة الشهداء والطب العدلي التابع لوزارة الصحة العراقية وبدعم من الفريق التحقيق الدولي (اليونيتاد) واللجنة الدولية لشؤون المفقودين ومنظمات المجتمع المدني. وفي حين تم تسليم رفات حوالي 206 شهيد إلى ذويهم حتى الآن، وبعد مرور عشر سنوات، يعتقد أن المقبرة الجماعية التي تم فتحها مؤخرا والتي تسمى “بئر علو عنتر” قرب تلعفر تحتوي على رفات المئات من الذين أعدموا على يد عصابات داعش الإجرامية بين 2014 و2017. وحسب التقارير، هذه المقبرة ستكون الأخيرة التي يعمل عليها الفريق التحقيق الدولي (اليونيتاد) مع الفريق الوطني حيث أن ولايته ستنتهي في 17 سبتمبر 2024، رغم أن الفريق أوضح في تقاريره النهائية أن هناك عملا كبيرا متبقيا من أجل فتح وجمع الأدلة من المقابر الجماعية المكتشفة، وأنه لا تزال هناك أكثر من 2600 أيزيدي مفقود ومجهول المصير حتى اليوم وبعد مرور عشرة أعوام. إلا أن الفريق في مراحله الأخيرة بناء على طلب الحكومة العراقية بإنهاء مهمته في هذه السنة.


صورة البدء بعمليات تحضير وفتح المقبرة الجماعية المكتشفة ” علو عنتر”  الواقعة في قضاء تلعفر والمباشرة بعمليات الفتح من قبل الفريق الوطني وفريق التحقيق الدولي وبالاستعانة الى فريق صيد الافاعي

يقول جلال، الذي فقد أغلب أفراد عائلته على يد تنظيم داعش الإرهابي:

 “في عام 2017، اكتشفت مقبرة تحوي على رفات عائلتي في جنوب غرب سنجار. كان الرفات لا تزال في موقعها حينما اكتشفناها وأبلغنا الجهات المعنية، لكن للأسف بعد مرور أربع سنوات، تعرضت المقبرة إلى الجرف من مياه الأمطار كما تعرضت المقبرة إلى حريق بعد أن نشب حريق في حقول الحنطة والشعير مما أدى إلى تلف وفقدان ما تبقى من رفات عائلتي. في 2021 تم فتح مقبرة أهلي وأخذ الرفات المتبقية ليتم الفحوصات والتعرف عليها، لكن رغم أننا قد شاركنا بعينات الدم أكثر من مرة، لا نعرف حتى الآن عن مصير أحبائنا شيئا. أسأل نفسي دوما إلى متى يمكنني الانتظار أكثر لحين أعرف شيئا عن عائلتي؟”

صورة اهالي الضحايا اثناء فتح مقبرة تحوي رفات احبائهم في منطقة شرق سنجار في عام 2023

في حين تبذل الفرق الوطنية والجهات الداعمة معها جهودا كبيرة في سبيل استكشاف المقابر وحمايتها وفتحها، إلا أن عدد المقابر المكتشفة يفوق حجم وقابليات الفرق، مما يؤدي غالبا إلى أخذ فترات طويلة لحين فتح المقابر والتعرف على الرفات وإعادتها إلى ذويهم.

من هنا، نحاول إيصال صوت المجتمع وأهالي الضحايا، ونشدد على أهمية الإسراع وبذل جهود أكبر في سبيل فتح المقابر الجماعية والتعرف على الرفات وإعادتها إلى ذويهم وإيصال حقوقهم كجزء من تحقيق العدالة. نحث المجتمع الدولي على توفير دعم أكبر للجهات العاملة في هذا المجال، ونطالب بالإسراع في فتح المقابر المتبقية.

https://alshuhadaa.gov.iq/subNews?newsid=25650

https://www.ohchr.org/en/press-releases/2018/11/isils-legacy-terror-least-200-mass-graves-iraq-says-un-report#:~:text=The%20UN%20Assistance%20Mission%20for,there%20may%20be%20many%20more

https://anfarabic.com/%D9%83%D8%B1%D8%AF%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86/albd-bhfr-mqbrt-byr-lw-ntr-aljmayh-fy-tlfr-105436

You may also like these

en_USEnglish